سفر صموئيل الثاني 19:6-25 الترجمة العربية المشتركة (GNA)

6. فدخَلَ عليهِ يوآبُ في البَيتِ وقالَ لَه: «سوَّدتَ اليومَ وجوهَ جميعِ رجالِكَ الّذينَ أنقَذوكَ وأنقَذوا بَنيكَ وبَناتِكَ وزوجاتِكَ وجواريَكَ

7. بحُبِّكَ لمُبغضيكَ وبُغضِكَ لِمُحبِّيكَ، وأظهرتَ أنَّ لا قيمةَ عِندَكَ لقادةٍ ولا لجُنودٍ. فأنا اليومَ عرفتُ أنَّهُ لو ظَلَّ أبشالومُ حيًّا، وكُلُّنا هلَكنا، لرأيتَ ذلِكَ حسَنا.

8. فقُمِ الآنَ وا‏خرُجْ وطيِّبْ قلوبَ رجالِكَ لأنِّي أقسَمتُ بالرّبِّ إذا لم تَخرُج لا يَبـيتُ عِندَكَ اللَّيلةَ أحدٌ، فيكونُ ذلِكَ أكثرَ شرًّا علَيكَ مِنْ كُلِّ شرٍّ لقيتَهُ مُنذُ صِباكَ إلى الآنَ».

9. فقامَ المَلِكُ وجلسَ بِبابِ المدينةِ. فقيلَ لِلجُنودِ: «ها المَلِكُ جالسٌ بالبابِ»، فأقبَلوا كُلُّهُم إليهِ. ثُمَّ تفرَّقَ رجالُ إِسرائيلَ، كُلُّ واحدٍ إلى خَيمَتِه.

10. ووقَعَ الخِصامُ والجِدالُ في أسباطِ إِسرائيلَ. وقالَ بَعضُهُم لبَعضٍ: «المَلِكُ هوَ الّذي أنقَذَنا مِنْ أعدائِنا وخلَّصَنا منَ الفِلسطيِّينَ، وكانَ الآنَ الهرَبُ مِنَ البلادِ بسبَبِ أبشالومَ،

11. وأبشالومُ الّذي مسحناهُ علَينا مَلِكا قُتِلَ في الحربِ، فلماذا لا يفعَلُ أحدٌ شيئا لإرجاعِ المَلِكِ؟»

12. فلمَّا سَمِعَ المَلِكُ داوُدُ وهوَ في بَيتِه كلامَ بَني إِسرائيلَ، أرسلَ إلى صادوقَ وأبـياثارَ الكاهنَينِ يقولُ لهُما: «قُولا لشُيوخِ بَيتِ يَهوذا: لماذا تكونونَ آخِرَ مَنْ يرُدُّ الملِكَ إلى قصرِهِ؟

13. أنتُم مِنْ سِبطي ومِنْ أقارِبـي. فلماذا تَدَعونَ الآخرينَ يسبقونكُم إلى إرجاعِ المَلِكَ؟»

14. وأوصاهُما أيضا أنْ يقولا لعَماسا: «أما أنتَ مِنْ أقاربـي عظمي ولحمي؟ ويلٌ لي مِنَ اللهِ إنْ لم أجعلْكَ قائِدَ الجيشِ كُلَّ أيّامِ حياتي بدَلَ يوآبَ».

15. فأمالَ إليهِ قلوبَ جميعِ رجالِ يَهوذا مُتَّحدينَ كما لو كانوا رجلا واحدا، وأرسلوا إليهِ يقولونَ: «إرجِـعْ أنتَ وجميعُ رجالِكَ. »

16. فرجَعَ المَلِكُ حتّى وصَلَ إلى الأردُنِّ، فلاقاهُ رجالُ يَهوذا في الجِلجالِ ليُرافقوهُ في عُبورِ النَّهرِ.

17. وأسرَعَ شِمعي‌بنُ جيرا البنيامينيُّ الّذي مِنْ بَحوريمَ لا‏ستِقبالِ الملِكِ داوُدَ معَ رجالِ يَهوذا

18. ومعَهُ ألفُ رجُلٍ مِنْ بنيامينَ، وصيـبا خادِمُ بَيتِ شاوُلَ وبَنوهُ الخمسةَ عشَرَ وعبـيدُهُ العِشرونَ، فوصَلوا الأردُنَّ قَبلَ المَلِكِ.

19. ثُمَّ عبَروا النَّهرَ ليأتوا بهِ وبأهلِهِ ويعمَلوا لَه ما يريدُ. وبَينما كانَ المَلِكُ يعبُرُ الأردُنَّ تقدَّمَ إليهِ شِمعي وركَعَ أمامَهُ

20. وقالَ لَه: «لا تُحاسِبْني يا سيِّدي على خطيئتي. لا تذكُرْ ما فعلتُ يا سيِّدي المَلِكُ يومَ خرجتَ مِنْ أورُشليمَ، ولا يحِزُّ ذلِكَ في قلبِكَ.

21. أعترِفُ بأنِّـي أخطأتُ، لذلِكَ كنتُ اليومَ أوَّلَ مَنْ جاءَ مِنْ جميعِ بَيتِ يوسُفَ ونزَلَ للقائِكَ يا سيِّدي المَلِكُ».

22. فأجابَ أبـيشايُ بنُ صرويَّةَ: «ألا يستوجِبُ شِمعي الموتَ لأنَّهُ لعنَكَ وأنتَ الّذي مسحَكَ الرّبُّ مَلِكا؟»

23. فقالَ داوُدُ: «ما لي ولكُم يا بَني صرويَّةَ حتّى تُعارضوني، أفي هذا اليومِ يُقتَلُ أحدٌ في إِسرائيلَ؟ أتَراني أجهَلُ أنِّي الآنَ مَلِكٌ ثانيةً على إِسرائيلَ؟»

24. وقالَ لِشِمعي: «لا تموتُ». وحلَفَ لَه بذلِكَ.

25. وجاءَ مفيـبوشثُ بنُ شاوُلَ لمُقابلَةِ المَلِكِ، وكانَ لم يغسِلْ رِجليهِ، ولم يقُصَّ شارِبَيهِ، ولم يُنَظِّفْ ثيابَه، مُنذُ خرَجَ المَلِكُ إلى يومِ رُجوعِه سالِما.

سفر صموئيل الثاني 19