سفر صموئيل الثاني 18:17-30 الترجمة العربية المشتركة (GNA)

17. وأخذوا أبشالومَ ورَمَوه في جُبٍّ عميقٍ في الغابةِ، وجمَعوا فوقَهُ كومةً مِنَ الحجارةِ. وهربَ جميعُ جيشِ إِسرائيلَ كُلُّ واحدٍ إلى خَيمَتِه.

18. وكانَ أبشالومُ في حياتِه بَنى لنَفْسِه نُصُبا في وادي المَلِكِ‌، لأنَّه قالَ: «لا إبنَ لي يَحفَظُ ا‏سمي». ودَعا النُّصُبَ با‏سمِهِ، وهوَ يُدعى نُصُبَ أبشالومَ إلى هذا اليومِ.

19. ثُمَّ قالَ أخيمَعصُ بنُ صادوقَ ليوآبَ: «دَعني أُسرِعُ وأُبَشِّرُ الملِكَ بأنَّ اللهَ ا‏نتقَمَ لَه مِنْ أعدائِهِ».

20. فأجابَهُ يوآبُ: «أنتَ اليومَ لا تحمِلُ أيَّةَ بُشرى، بل تَحمِلُها في يومٍ آخَرَ فا‏بنُ المَلِكِ ماتَ».

21. وقالَ يوآبُ لعبدِه الكوشيِّ: «إذهَبْ وا‏خبِرِ المَلِكَ بما رأيتَ». فحَنى لَه الكوشيُّ وجرى مُسرِعا.

22. وعادَ ثانيةً أخيمَعصُ بنُ صادوقَ وقال ليوآبَ: «مهما يكُنْ فدَعني أجري وراءَ الكوشيِّ». فأجابَهُ يوآبُ: «لماذا تَجري أنتَ يا ا‏بني، ولا بُشْرى لكَ تُجازَى علَيها خيرا».

23. فقالَ: «مهما يكُنْ، فأُريدُ أنْ أجريَ». فقالَ لَه: «إجرِ». فجرى أخيمَعصُ مُسرِعا في طريقِ غورِ الأردُنِّ وسبقَ الكوشيَّ.

24. وكانَ داوُدُ جالسا بَينَ بابَـي المدينةِ، فطلَعَ الحارسُ على سطحِ البابِ قُربَ السُّورِ ورفَعَ عينيهِ فرأى رجُلا يركُضُ وحدَهُ.

25. فنادى المَلِكَ وأخبرَهُ، فقالَ المَلِكُ: «إنْ كانَ وحدَهُ فعِندَهُ بُشرى». وبَينَما هوَ يقترِبُ

26. رأى الحارِسُ رجُلا آخَرَ يركُضُ وحدَهُ. فقالَ المَلِكُ: «وهذا أيضا عندَهُ بُشرى».

27. فقالَ الحارِسُ: «أرى سَعيَ الأوَّلِ كسَعي أخيمَعصَ بنِ صادوقَ». فقالَ المَلِكُ: «هذا رجُلٌ صالِحٌ ولا يحمِلُ إلا بشارةً صالحةً».

28. ثُمَّ دنا أخيمَعصُ إلى المَلِكِ ونادى: «السَّلامُ على المَلِكِ» وا‏نحَنى بوجهِه إلى الأرضِ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُكَ الّذي أسلَمَ القومَ الّذينَ ثاروا علَيكَ، يا سيِّدي المَلِكُ».

29. فقالَ المَلِكُ: «هل سَلِمَ الفتى أبشالومُ؟» فأجابَهُ: «رأيتُ هَيجانا عظيما حينَ أرسَلَني يوآبُ إليكَ يا سيِّدي، ولم أعلَمْ ما كانَ».

30. فقالَ المَلِكُ: «قِفْ جانبا» فوقَفَ.

سفر صموئيل الثاني 18