سفر صموئيل الثاني 14:5-21 الترجمة العربية المشتركة (GNA)

5. فسألَها: «ما حاجتُكِ؟» فأجابَت: «أنا أرملَةٌ توفِّيَ زوجي.

6. وكانَ لي يا سيِّدي ا‏بنانِ تشاجَرا في البَرِّيَّةِ، ولم يكُنْ مَنْ يَفصِلُ بَينَهُما، فضربَ أحدُهُما الآخَرَ وقتَلَهُ.

7. فهجَمَ جميعُ العَشيرةِ عليَّ وقالوا: سلِّمي إلينا قاتِلَ أخيهِ لِنَقتُلَهُ ا‏نتِقاما لَه، فإذا فَعَلوا ذلِكَ يُهلِكونَ الوارِثَ أيضا ويُطفِئونَ جمرَةَ أملي الّتي بَقيَت، ولا يَترُكونَ لِزَوجي ا‏سما ولا نسلا على وجهِ الأرضِ».

8. فقالَ المَلِكُ للمرأةِ: «عُودي إلى بَيتِكِ، فأنا أقومُ بالمطلوبِ».

9. فقالَتِ المرأةُ: «عليَّ اللَّومُ يا سيِّدي المَلِكُ وعلى بَيتِ أبـي في كُلِّ ما تفعَلُ، وليكُنِ المَلِكُ وعرشُهُ بَريئَينِ».

10. فقالَ لها المَلِكُ: «إذا تَهدَّدكِ أحدٌ، فَجيئي بهِ إليَّ، فلا يتعَرَّضْ لكِ مِنْ بَعدُ».

11. فقالَت لَه: «أكِّدْ لي عونَكَ، وا‏جعَلِ الرّبَّ إلهَكَ شاهِدا أيُّها المَلِكُ، فلا يرتكِبُ الّذي يثأرُ لدَمِ ا‏بني جريمةً أُخرى ويُهلِكُ ا‏بني الآخرَ». فقالَ لها: «حَيٌّ هوَ الرّبُّ، لا تسقُطُ شعرةٌ مِنْ رأسِ ا‏بنِكِ على الأرضِ‌».

12. فقالَتِ المَرأةُ: «دَعني يا سيِّدي المَلِكُ أقولُ شيئا آخرَ». قالَ: «تكلَّمي».

13. فقالَتِ المَرأةُ: «لماذا نوَيتَ شرًّا مُماثِلا على شعبِ اللهِ؟ فأنتَ بِما حكَمتَ لي، أيُّها المَلِكُ، حكَمتَ على نفْسِكَ لأنَّكَ لا ترُدُّ ا‏بنَكَ الّذي نَفيتَهُ.

14. لا بُدَّ أنْ نموتَ كُلُّنا ونكونَ كماءٍ مَصبوبٍ على الأرضِ، ولا يجمَعُهُ شيءٌ لكنَّ اللهَ لا يُريدُ أنْ يَقضيَ على حياةِ أحدٍ، ولا هوَ يُريدُ أنْ يظَلَّ منفِـيٌّ بعيدا عَنهُ في مَنفاهُ.

15. والآنَ فأنا جِئتُ لأكلِّمَ المَلِكَ سيِّدي بِهذا الأمرِ لأنَّ الشَّعبَ هَدَّدني، فقُلتُ في نفْسي: أُكلِّمُ المَلِكَ لعلَّهُ يُساعدُني.

16. فالمَلِكُ يسمعُ لي ويُنقِذُني مِنْ يدِ الرَّجلِ الّذي يُريدُ أنْ يُزيلَني أنا وا‏بنيَ مِنَ الأرضِ الّتي أورَثَها اللهُ شعبَهُ.

17. وقُلتُ: ليكُنْ وعدُ سيِّدي المَلِكِ عزاءً لي، لأنَّكَ يا سيِّدي كمَلاكِ اللهِ في فَهمِ الخيرِ والشَّرِّ، والرّبُّ إلهُكَ يكونُ معَكَ».

18. فأجابَها المَلِكُ: «لا تكتُمي عنِّـي شيئا مِمَّا أسألُكِ». فقالتِ المَرأةُ: «ليتكَلَّمْ سيِّدي المَلِكُ».

19. فقالَ: «هل ليوآبَ يَدٌ في هذا كُلِّه؟» فأجابَت «وحياتِكَ يا سيِّدي المَلِكُ لا أحيدُ يَمينا ولا يَسارا عَنْ قولِ الحقيقةِ لكَ. نعم، يوآبُ قائدُ جيشِكَ هوَ الّذي أمرَني ولقَّنَني كُلَّ هذا الكلامِ.

20. وهوَ لَجأَ إلى هذِهِ الطَّريقةِ لتسويةِ هذا الأمرِ، ولسيِّدي حِكمَةٌ كحِكمةِ ملاكِ اللهِ في فَهمِ جميعِ ما يَحدُثُ في الأرضِ».

21. وبَعدَ ذلِكَ قالَ المَلِكُ ليوآبَ: «ها أنا فاعلٌ ما تُريدُ. فا‏ذهبْ ورُدَّ الفتى أبشالومَ».

سفر صموئيل الثاني 14