10. فأجابَهُم نابالُ: «مَنْ هوَ داوُدُ؟ مَنْ هوَ ابنُ يَسَّى؟ كثُرَ اليومَ العبـيدُ الّذينَ هرَبوا مِنْ عِندِ أسيادِهِم.
11. كيفَ لي أنْ آخُذَ خُبزي ومائي وذبـيحَتي الّتي ذَبحتُ للَّذينَ يَجُزُّونَ غنَمي وأُعطيها لقومٍ لا أعرِفُ مِنْ أينَ هُم؟»
12. فرجَعَ الفِتيانُ وأخبَروا داوُدَ بِما سَمِعوا.
13. فقالَ داوُدُ لِرِجالهِ: «تَقلَّدوا سُيوفَكُم». ففَعَلوا وتَقلَّدَ داوُدُ سيفَهُ أيضا، وصعِدَ على رأسِ أربعِ مئةِ رَجُلٍ، وبَقيَ مِئَتا رَجُلٍ يَحرسونَ الأمتعةَ.
14. فقالَ واحدٌ مِنْ خدَمِ نابالَ لأبـيجايلَ زوجَتِهِ: «أرسَلَ داوُدُ رُسلا مِنَ البَرِّيَّةِ يُسلِّمونَ على سيِّدِنا، فثارَ غضبُهُ علَيهِم.
15. ورجالُ داوُدَ أحسَنوا إلينا جِدًّا، فما آذونا وما أخذوا لنا شيئا كُلَّ أيّامِنا معَهُم في البَرِّيَّةِ،
16. وكانوا يُدافِعونَ عنَّا ليلا ونهارا طُولَ إقامَتِنا معَهُم ونحنُ نرعى الغنَمَ.
17. فاعلَمي هذا وانظُري الآنَ ماذا تَعملينَ، لأنَّ الشَّرَّ يتهدَّدُ سيِّدَنا وكُلَّ أهلِ بَيتِهِ، وهوَ صَعبُ المزاجِ لا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يُكلِّمَهُ».
18. فأسرَعَت أبـيجايلُ وأخذَت مئتي رَغيفٍ، وزقَّي خمرٍ، وخمسةَ خرافٍ مَشويَّةٍ، وخمْسَ كيلاتٍ مِنَ الفَريكِ، ومئةَ عُنقودٍ مِنَ الزَّبـيبِ، ومئتَي قُرصٍ مِنَ التِّينِ، وحملَتْ ذلِكَ كُلَّهُ على حميرٍ
19. وقالَت لِخَدَمِها: «إستَبِقوني فأتبعَكُم». ولم تُخبِرْ زَوجَها نابالَ شيئا.
20. وبَينَما هيَ راكبَةٌ على الحمارِ ونازِلةٌ في لِحفِ الجبَلِ، إذا بِداوُدَ ورِجالِهِ مُنحدِرونَ صَوبَها فالتقَت بِهِم.
21. وكانَ داوُدُ يقولُ في نفْسِهِ: «عبَثا حافَظتُ على ما لهذا الرَّجلِ في البَرِّيَّةِ، فما فقَدَ مِنْ جميعِ ما هوَ لَه شيئا، فبادلَني الخَيرَ شرًّا.