5. فأجابَهُ داوُدُ: «غَدا أوَّلُ الشَّهرِ، وهوَ يومُ جُلوسي معَ أبـيكَ المَلِكِ للطَّعامِ، فاصرِفْني لأختبئَ في البَرِّيَّةِ إلى مساءِ اليومِ الثَّالثِ.
6. فإنْ سألَ أبوكَ عنِّي، فقُلْ لَه: «استأذَنَني في الذَّهابِ إلى بـيتَ لَحمَ مدينتِهِ، لأنَّ أهلَهُ كُلَّهُم يُقدِّمونَ هُناكَ كُلَّ سنَةٍ ذبـيحةً للرّبِّ.
7. فإنْ قالَ: حسَنٌ، كانَ عليَّ الأمانُ، وإنْ غضِبَ فاعلمْ أنَّهُ عازمٌ على الشَّرِّ.
8. فاعملْ معي، يا سيِّدي، هذا المعروفَ لأنَّكَ عاهدتَني عَهدَ الأخوَّةِ باسمِ الرّبِّ، وإنْ كُنتُ أسأتُ في شيءٍ، فاقتُلْني أنتَ ولا تُسلِّمْني إلى يَدِ أبـيكَ».
9. فقالَ لَه يوناثانُ: «ما علَيكَ شرٌّ. إذا عَلِمتُ أنَّ أبـي يَنوي لكَ سُوءًا، فكيفَ لا أخبرُكَ؟»
10. فقالَ داوُدُ: «مَنْ يُخبِرُني إذا كانَ جوابُ أبـيكَ قاسيا؟»
11. فقالَ يوناثانُ: «تعالَ نخرُجُ إلى البَرِّيَّةِ». فخرَجا.
12. وقالَ يوناثانُ لداوُدَ: «يَشهدُ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ أنِّي أستوضِـحُ أبـي هذا الأمرَ، في مِثلِ هذِهِ السَّاعةِ، غَدا أو بَعدَ غَدٍ، فإنْ كانَ خَيرٌ أُخبرُكَ
13. وإنْ كانَ يَنوي لكَ سُوءًا، فويلٌ لي مِنَ الرّبِّ إذا لم أُخبِرْكَ وأصرِفْكَ فتَمضيَ بأمانٍ. وليكُنِ الرّبُّ معَكَ كما كانَ معَ أبـي.
14. وإنْ صِرتَ ملكا وأنا حيٌّ فكُنْ أمينا لِعَهدِكَ لي باسمِ الرّبِّ، وإنْ مُتُّ
15. فلا تقطَعْ علاقَتَكَ الطيِّبةَ بأهلِ بَيتي أبدا، حتّى لو أهلَكَ الرّبُّ كُلَّ واحدٍ مِنْ أعدائِكَ عَنْ وجهِ الأرضِ.
16. وليَنتَقِمِ الرّبُّ مِنْ بَيتِ داوُدَ إذا قضيتَ على اسمِ يوناثانَ مِنْ بَيتِ شاوُلَ».
17. وأعادَ يوناثانُ على داوُدَ يَمينَ حُبِّهِ لَه، لأنَّهُ أحبَّه كحُبِّهِ لِنفْسِهِ.
18. ثُمَّ قالَ يوناثانُ لِداوُدَ: «غَدا أوَّلُ الشَّهرِ، سيظهَرُ غيابُكَ فيهِ لأنَّ مقعَدَكَ يكونُ خاليا.
19. وبَعدَ غَدٍ يَزدادُ غيابُكَ ظُهورا فاذهَبْ إلى المَوضِـعِ الّذي اختَبَأتَ فيهِ سابِقا، وانتَظِرْ عِندَ كومةِ الحجارَةِ هُناكَ.
20. وأنا أرمي بِثلاثَةِ أسهُمٍ إلى جانِبِها كأنِّي أرمي هدَفا.
21. ثُمَّ أُرسِلُ خادمي قائلا: إذهَبْ والتَقِط الأسهُمَ. فإنْ قُلتُ لَه: «ها الأسهُمُ إلى جانِبِكَ فَخُذْها» تَجيءُ أنتَ إليَّ لأنَّ علَيكَ الأمانُ وما مِنْ خطَرٍ، حَيٌّ هوَ الرّبُّ.
22. وإنْ قُلتُ للخادِمِ: «ها الأسهُمُ أمامَكَ» تَنصرفُ، لأنَّ الرّبَّ هكذا يُريدُ.
23. وأمَّا العَهدُ الّذي قطَعناهُ، فالرّبُّ شاهدٌ علَيهِ بَيني وبَينَكَ إلى الأبدِ».