سفر صموئيل الأول 14:29-49 الترجمة العربية المشتركة (GNA)

29. أجابَ: «أبـي ضايَقَ الجميعَ. أُنظُروا كيفَ ا‏نتَعَشَتْ نفْسي لأنِّي ذُقتُ قليلا مِنْ هذا العسَلِ،

30. فكيفَ لو أكَلَ الرِّجالُ اليومَ مِنْ غنيمةِ أعدائِهِمِ الّتي غَنِموها؟ أفَما كانَت هَزيمةُ الفلِسطيِّينَ أعظَمَ؟»

31. وهزَمَ رِجالُ إِسرائيلَ الفلِسطيِّينَ في ذلِكَ اليومِ مِنْ مِخماسَ‌إلى أيالونَ‌، فخارَتْ قُواهُم جِدًّا.

32. وا‏نقَضُّوا على الغَنيمةِ وأخَذوا غنَما وبقَرا وعُجولا، وذبَحوا على الأرضِ وأكَلوا لَحما بِدَمِهِ.

33. فقيلَ لِشاوُلَ: «خَطئَ الشَّعبُ أمامَ الرّبِّ لأنَّهُم أكَلوا لحما بِدَمِهِ». فقالَ شاوُلُ: «خانوا وَصيَّةَ الرّبِّ. دَحرِجوا إليَّ الآنَ صخرَةً كبـيرةً».

34. ثُمَّ قالَ: «إنتَشِروا في كُلِّ مكانٍ وقولوا للنَّاسِ أنْ يأتوا إليَّ بِبقَرِهِم وغنَمِهِم، فيَذبَحوها هُنا ولا يَخطأوا إلى الرّبِّ ويأكُلوا اللَّحمَ بِدَمِهِ». فقَدَّمَ كُلُّ واحدٍ مِنَ الشَّعبِ ثَورَهُ بَيدِهِ في تِلكَ اللَّيلةِ، وذبَحوا هُناكَ.

35. وبَنى شاوُلُ مذبَحا وكانَ أوَّلَ مذبَحٍ بَناهُ لِلرّبِّ.

36. وقالَ شاوُلُ: «لِنَنزِلْ وراءَ الفلِسطيِّينَ ليلا ونَنهبهُم إلى الفجرِ ولا نُبقِ حَيًّا». فقالوا: «إفعَلْ ما تَراهُ حسَنا». فقالَ الكاهنُ: «لِنَسألِ اللهَ».

37. فسألَ شاوُلُ اللهَ: «هل أُهاجِمُ الفلِسطيِّينَ؟ هل تُسلِّمُهُم إلى أيدي بَني إِسرائيلَ؟» فما أجابَهُ اللهُ في ذلِكَ اليومِ.

38. فقالَ شاوُلُ «تَقَدَّموا إلى هُنا، يا جميعَ زُعماءِ الشَّعبِ، وا‏نظُروا لِتَعرِفوا مَنِ ا‏رتَكَبَ الخطيئةَ اليومَ.

39. حَيٌّ الرّبُّ الّذي خلَّصَ بَني إِسرائيلَ حتّى لو كانَ هذا الخاطِـئُ يوناثانَ ا‏بني، موتا ليَموتُ». فما أجابَهُ أحدٌ مِنَ الشَّعبِ.

40. فقالَ لهُم: «كونوا أنتُم في جِهةٍ، وأنا وا‏بني يوناثانُ في جِهَةٍ». فقالوا: «إفعَلْ ما تَراهُ حسَنا».

41. فقالَ شاوُلُ لِلرّبِّ إلهِ إِسرائيلَ: «لِماذا لم تُجِبْ عبدَكَ اليومَ؟ إنْ كانَت هذِهِ الخطيئةُ فيَّ أو في ا‏بني يوناثانَ، أيُّها الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ، فأجبْني بالأُوريمِ، وإنْ كانَت في شعبِكَ بَني إِسرائيلَ فأجِبْني بالتُّمِّيمِ‌». فأصابَتِ القُرعةُ يوناثانَ وشاوُلَ، وخرَجَ الشَّعبُ بَريئا.

42. فقالَ شاوُلُ: «ألقوا القُرعةَ بَيني وبَينَ يوناثانَ ا‏بني». فأصابَت يوناثانَ.

43. فقالَ شاوُلُ لِـيوناثانَ: «أخبِرْني ماذا فعَلتَ». فأخبَرَهُ، قالَ: «ذُقتُ بِرأسِ العَصَا الّتي بِيَدي قليلا مِنَ العسَلِ. فها أنا مُستَعِدٌّ أنْ أموتَ».

44. فقالَ شاوُلُ: «عاقبَني اللهُ وزادَ عِقابـي إنْ لم تَمُتْ يا يوناثانُ».

45. فقالَ الشَّعبُ لِشاوُلَ: «أيَموتُ يوناثانُ الّذي أحرَزَ هذا النَّصرَ العظيمَ لِبَني إِسرائيلَ؟ لا، حيٌّ الرّبُّ لا تسقُطْ شَعرَةٌ مِنْ رأسِهِ على الأرضِ، لأنَّهُ عَمِلَ مشيئةَ اللهِ في هذا اليومِ». فأنقَذَ الشَّعبُ يوناثانَ مِنَ الموتِ.

46. ثمَّ ا‏نصرَفَ شاولُ مِنَ اللِّحاقِ بِالفلِسطيِّينَ الّذينَ عادوا إلى أرضِهِم.

47. وحارَبَ شاوُلُ أعداءَهُ المُحيطينَ بِهِ بَعدَ أنْ تَولَّى المُلْكَ على إِسرائيلَ، فحارَبَ المُوآبِيِّينَ وبَني عَمُّونَ والأدوميِّينَ ومُلوكَ صوبَةَ والفلِسطيِّينَ مُنتَصرا حيثُما ا‏تَّجَهَ‌.

48. وقاتلَ بِشَجاعةٍ وضرَبَ بَني عَماليقَ‌وأنقَذَ بَني اسرائيلَ مِنْ أيدي ناهبـيهِم.

49. وكانَ لِشاوُلَ بَنونَ هُم يوناثانُ ويِشويُ ومَلكيشوعُ، وا‏بنَتانِ هُما: ميرَبُ الكُبرى، وميكالُ الصُّغرى.

سفر صموئيل الأول 14