6. وقالَ لَه في مكانٍ آخَرَ: "أنتَ كاهِنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ".
7. وهوَ الذي في أيّامِ حياتِهِ البَشَرِيّةِ رفَعَ الصّلَواتِ والتّضَرّعاتِ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ إلى اللهِ القادِرِ أنْ يُخلّصَهُ مِنَ المَوتِ، فاَستَجابَ لَه لِتَقواهُ.
8. وتعَلّمَ الطّاعَةَ، وهوَ الابنُ، بِما عاناهُ مِنَ الألَمِ.
9. ولمّا بلَغَ الكمالَ صارَ مَصدَرَ خَلاصٍ أبَدِيّ لِجَميعِ الذينَ يُطيعونَهُ،
10. لأنّ اللهَ دَعاهُ رَئيسَ كَهنَةٍ على رُتبَةِ ملكيصادَقَ.
11. ولنا في هذا المَوضوعِ كلامٌ كثيرٌ، ولكنّهُ صَعبُ التّفسيرِ لأنّكُم بَطيئو الفَهمِ،
12. وكانَ لكُمُ الوَقتُ الكافي لِتَصيروا مُعَلّمينَ، إلاّ أنّكُم لا تَزالونَ بِحاجَةٍ إلى مَنْ يُعَلّمُكُمُ المَبادِئَ الأوّلِـيّةَ لأقوالِ اللهِ. فأنتُم بِحاجَةٍ إلى لَبَنٍ، لا إلى طَعامٍ قَوِيّ.
13. وكُلّ مَنْ كانَ طَعامُهُ اللّبَنَ يكونُ طِفلاً لا خِبرَةَ لَه في كلامِ البِرّ.
14. أمّا الطّعامُ القَوِيّ، فهوَ لِلكامِلينَ الذينَ تَدَرّبَتْ حَواسّهُم بالمُمارسَةِ على التّميـيزِ بَينَ الخَيرِ والشّرّ.