3. وكان يعقوبُ يُحِبُّ يوسُفَ أكثرَ مِنْ سائِرِ بَنيهِ لأنَّه ابنُ شَيخوخَتِهِ. فصنَعَ لَه قميصا مُلَوَّنا.
4. ورأَى إخوتُهُ أنَّ أبَاهُم يُحِبُّه أكثرَ مِنهُم جميعا. فأَبغَضوهُ حتى لم يقدِروا أنْ يُكَلِّموهُ بِمَوَدَّةٍ.
5. ورأى يوسُفُ حُلُما، فلمَّا أخبَرَ بِهِ إخوتَه زادَ بُغضُهم لَه.
6. قالَ لهُم: «إسْمعوا هذا الحُلُمَ الّذي رأيتُه.
7. رأيتُ كأنَّنا نحزِمُ حُزَما في الحقلِ، فوَقَفَت حُزمَتي بَغتَةً وانتَصَبَت ثُمَّ أحاطَت بِها حُزمُكُم وسجَدَت لها».
8. فقالَ لَه إخوَتُه: «أتَظنُّ أنَّكَ تَملِكُ وتـتَسَلَّطُ علَينا؟» وزادَ بُغضُهُم لَه لأجلِ أحلامِهِ وكلامِهِ.
9. ورأى حُلُما آخرَ، فَقَصَّهُ على إخوتِهِ قالَ: «رأيتُ حُلُما آخرَ، كأنَّ الشَّمسَ ساجِدةٌ لي والقمرَ وأحدَ عَشَرَ كوكبا».
10. ولمَّا قَصَّهُ على أبـيهِ وإخوتِهِ إنتَهرَه أبوهُ وقالَ لَه: «ما هذا الحُلُمُ الّذي رأيتَه؟ أنَجيءُ أنا وأمُّكَ وإخوتُكَ فنسجُدَ لكَ إلى الأرضِ؟»
11. فحَسدَهُ إخوتُه. وأمَّا أبوه فحفِظَ هذا الكلامَ في قلبهِ.
12. وذَهَبَ إخوةُ يوسُفَ ليرعَوا غنَمَ أبـيهِم عِندَ شكيمَ،