57. فقالوا: «ندعو الفتاةَ ونسألُها ماذا تقولُ».
58. فدعَوا رفقةَ وقالوا لها: «هَل تذهبـينَ معَ هذا الرَّجلِ؟» قالت: «أذهبُ».
59. فصرفوا رفقةَ أختَهُم ومُرضِعتَها وخادمَ إبراهيمَ ورجالَه.
60. وباركوا رفقةَ وقالوا لها: «أنتِ أختُنا. كوني أُمًّا لألوفٍ مؤلَّفةٍ، وليَرِثْ نسلُكِ مُدُنَ أعدائِهِ».
61. قامت رفقةُ وجواريها، فركِبْنَ الجِمالَ وتبِــعْنَ الرَّجلَ وأخذَ الرَّجلُ رفقةَ ومضَى.
62. وكانَ إسحَقُ مُقيما بأرضِ النَّقبِ جنوبا. وبـينما هوَ راجعٌ مِنْ طريقِ بئرِ الحيّ الرَّائي،
63. حيثُ خرَجَ يتمشَّى في البرِّيَّةِ عِندَ المساءِ، رفَعَ عينيهِ ونظَرَ فرأى جِمالا مُقبلةً نحوَهُ.
64. ورفعت رفقَةُ عَينَيها، فلمَّا رأت إسحَقَ نزلت عنِ الجمَلِ.
65. وسألتِ الخادمَ: «مَنْ هذا الرَّجلُ الماشي في البرِّيَّةِ للقائِنا؟» فأجابَها: «هوَ سيّدي». فأخذت رفقةُ البُرقُعَ وسَتَرَت وجهَها.
66. وبَعدَما روى الخادمُ لإسحَقَ كُلَّ ما جرى لَه،
67. أدخلَ إسحَقُ رفقةَ إلى خِباءِ سارةَ أمِّهِ وأخذَها زوجةً لَه. وأحبَّها إسحَقُ وتعزَّى بها عن فُقدانِ أُمِّه.