8. كَوَّمْتُ فِضَّةً وَذَهَباً لِنَفسِي. وَمِنَ المُلُوكِ وَالشُّعُوبِ تَلَقَّيتُ كُنُوزاً وَهَدايا. وَكانَتْ لَدَيَّ الجَوارِي وَالمُغَنِّياتُ. وَتَمَتَّعْتُ بِكُلِّ ما يُمكِنُ أنْ يَتَمَتَّعَ بِهِ مَلِكٌ.
9. صِرْتُ عَظِيماً وَتَفَوَّقْتُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ عاشُوا فِي القُدْسِ قَبلِي. وَظَلَّتْ حِكمَتِي مَعِي لِتُعِينَنِي.
10. كُلَّما اشْتَهَتْ عَينايَ شَيئاً، سارَعْتُ إلَى الحُصُولِ عَلَيهِ. وَلَمْ أبخَلْ عَلَى نَفسِي بِكُلِّ ما يُفرِحُها. فَكانَتْ تِلكَ السَّعادَةُ ثَمَرَ كُلِّ تَعَبِي.
11. ثُمَّ تَفَحَّصْتُ كُلَّ ما عَمِلْتُهُ، وَالثَّروَةَ الَّتِي جَمَعْتُها، فَوَجَدْتُ أنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ زائِلٌ وَكَمُطارَدَةِ الرِّيحِ. وَما مِنْ فائِدَةٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيا.
12. فَقَرَّرْتُ أنْ أخُوضَ فِي مَعانِي الحِكمَةِ وَالجُنُونِ وَالحَماقَةِ. فَماذا يَقدِرُ المَلِكُ الَّذِي يَحْكُمُ بَعْدَ أبيهِ أنْ يَفعَلَ؟ فَلَيسَ مِنْ جَدِيدٍ يَفعَلُهُ.
13. ثُمَّ رِايْتُ أنَّ الحِكْمَةَ أفضَلُ مِنَ الحَماقَةِ، كَما أنَّ النُّورَ أفضَلُ مِنَ الظُّلمَةِ.
14. فَالحَكِيمُ عَيناهُ يَقِظَتانِ فِي رَأسِهِ، أمّا الأحْمَقُ فَكَمَنْ يَمشِي فِي العَتْمَةِ. لَكِنِّي أدرَكتُ أنَّ الأحْمَقَ وَالحَكِيمَ يَنتَهِيانِ إلَى مَصِيرٍ واحِدٍ.